الاثنين، 15 يوليو 2013

كنت طالب هندسة في جامعة السودان


 كنت طالب هندسة في جامعة السودان مسبقا في عام 2001 عندما حدثني طالب زميل عن شركة تسويق شبكي , وللأسف فإن الطريقة التي وضحها لي دفعتني للإعتقاد بأن هذا العمل حرام وضد الإسلام . هو كان غير قادر على الإجابة على أي من أسئلتي بشكل صحيح وجعل الأمر يبدو وكأنه مخطط للوصول للثراء السريع . لم أكن أعرف ذلك في ذالك الوقت لكنه كان يتحدث عن جولد كويست ( (Gold Quest.
 كنت حذرا علي الفور و في واقع الأمر بدأت أحذر الطلاب الآخرين في الجامعة من هذا العمل الحرام .
عندما كنت في السنة الرابعة من الجامعة , قبل مدة سنة واحدة علي التخرج , بدأت التفكير في المستقبل . كنت أعلم أنني لا أريد أن أعمل في وظيفة لشخص أخر . و بمساعدة أبي حاولت في تجارة قطع غيار السيارات , لكن الوقت و الجهد لم يكن يتناسب مع الأرباح  لذالك أغلقت المشروع .
ثم  كنت جنبا ألي جنب مع صديق أخر بالجامعة ( الذي هو الأن نائب الرئيس / شادي ) , بدأنا في بيع الأقراص المدمجة المنسوخ عليها الأفلام و الموسيقي و برامج الحاسب الألي للطلاب في جامعات مختلفة في الخرطوم . أحد الأيام عندما كنت أزور جامعة أخري لبيع الأقراص المدمجة , لمحني صديق قديم و جاء يعدو للتحدث معي . أول شيئ سأله لي - هل سمعت عن جولد كويست ؟
عندما بدأ بشرح العمل علي الفور أدركت ما كان يتحدث عنه , لكن لأنه كان صديق قديم قررت أن أستمع إليه . الشرح كان محترف للغاية و مفصل و كان قادر علي الإجابة علي كل أسئلتي . قال : دعونا نصنع خطة . إنه عمل تجاري لذا يجب أن نصنع خطة . عندها بدأت في إبداء إنتباه.
حسنا , هل قمت بالتوقيع فورا ؟
دعاني صديقي لحضور عرض لأحد الأعمال التجارية بعد بضعة أيام لأتعلم أكثر. لم أخبر أحدا عن هذا اللقاء لأنني كنت أريد أن أعرف المزيد أولا.
 يوم العرض سألني شادي أين كنت ذاهب ؟ , قلت  كان علي أن ألتقي أحدهم لما يتعلق بتجارة أجهزة الكومبيوتر . ظهرت في الفندق و علي نحو مفاجئ ظهر شادي يمشي . أحدهم أحضره هنا لنفس العرض .
نائب الرئيس / أسامة كان يقوم بعرض و يتحدث عن العمل التجاري . كان مهندس مع بيتروناس لمدة 20 عام . و كونه طالب هندسة كان شي كبير بالنسبة لي , لأن بيتروناس كانت الشركه الحلم للمهندس في السودان . و إذا كان يقوم بهذا العمل . فبالتأكيد هناك شيئ مميز يتعلق به , و بدأت أتفكر في الأمربمحمل من الجد .
بعد دردشة مع أسامة قرر شادي و أنا كلانا التوقيع . لم يكن لدينا المال في هذا الوقت. و لكن تجارة الأقراص المدمجه أنقذتنا حقا , و بعد 6 اسابيع كان لدينا ما يكفي لشراء المنتجات .
قبل أن أوقع قلت  لنائب الرئيس أسامة ان الشيئ الوحيد الذي أنا غير قادر عليه هو التحدث أمام الجمهور . كنت خجول للغاية . حتي في عائلتي كنت أهدأ شخص . عندما رأيت ما كان علي أسامة و بعض القادة الاخرين فعلة , حيث الصعود علي خشبة المسرح و التواصل مع ناس لا يعرفوهم , شعرت بالرعب , لأنني كنت أعرف انه لا يمكنني فعل ذالك . أخبرت أسامه انني سأحضر 4 من أصدقائي الذين يمكنهم التحدث بشكل جيد و أن يدعه يشرح لهم العمل . و هو وافق علي مساعدتي بذالك الأمر .
كنت بالكاد 21 عام في ذلك الوقت . أتذكر  أن أحد كبار القادة سأل أسامة : "هل أنت متأكد من أن هذا الولد الصغير يمكنه أن يفعل ذالك ؟ ألن يأت والده بعدنا ويسأل ما قمنا به معه "
أنا و شادي وقعنا معا . أول شيء فعلته كان الاتصال بأمي و اخبارها أنني بدأت عمل تجاري و أحتاج لها ايضا للاستثمار معي وأيضا لتدعو أقاربنا الأخرين إلى بيتنا كي أتمكن من إشراكهم كذلك . بحلول نهاية أول يوم لي كنت قد وقعت مع 12 شخص .

أنت تجعل الأمر يبدو سهلا ! ألم تكن هناك تحديات ؟
من المفارقات أن الرجال الأربعة الذين كانوا في عقلي ، رفضوا هذا العمل , كنت قد تمنيت أن يقوم هؤلاء الرجال بالعرض الكلامي , والآن هم لا يريدون ذلك . كنت مكتئب , و الآن أود أن أكون مدفوع للقيام بالتحدث بنفسي , لكنني كنت غير واثق أنني يمكن أن أفعل ذلك.
يوما ما في الجامعة، عندما كنت أتحدث إلي أحدهم عبر الهاتف، ذالك الصديق الذي كان يمر في نفس الوقت، توقف وبدأ الاستماع إلى محادثتي . بعد المكالمة كان يريد ان يعرف ما كان يدور في المكالمة. كنت أعرف هذا الشاب الكسول الي حد كبير و لم ارد ان اخبره عن العمل.
لكنه أصر على سماع العرض وبعد بضع دقائق قال انه يريد المشاركة. لم أستطع أن أصدق ذلك. كان علي أن أسأله مرة أخرى ومرة أخرى إذا كان جادا. هذا الرجل هو اليوم نائب الرئيس الإداري معتز يماني.
هذا أعطاني الثقة. في الشهر الأول ، تمكنت أنا شادي و معتز من إقناع 37 شخصا بشراء المنتجات.  في شهرين ونصف حصلت علي 2400 دولار من العمولات. كنت طالبا بمصروف  يومي 2 دولار فجأة أصبحت أصنع  كل هذه الأموال.
ما يمكنك وصفه بأنه لحظة حاسمة في رحلة QNET الخاصة بك ؟
في السنة الأخيرة من الجامعة و في وقت الامتحانات اضطررت الى التوقف عن العمل ، وكذلك فعل مرؤوسيني ، لأنهم كانوا أيضا طلاب في الجامعة. أسفر ذلك عن توقف الشيكات في نهاية المطاف. في هذا الوقت ذهبنا لعرض تقديمي من قبل نائب الرئيس عدلى حسن. كان يعيش في دبي تلك الأيام، وكان معروفا بنجاحه في مجال شبكات التسويق التجاري.
في هذا العرض ذكر أحد الرجال مسألة الشيكات.
أخبرته أننا طلابا واضطررنا للتوقف بسبب الامتحانات وسنستأنف بمجرد انتهائنا مع الامتحانات. سمع عدلى هذه المحادثة وجاء على الفور و قاطعنا قائلا: "كيف تتوقف شيكاتكم بهذه البساطة ؟ الهدف من هذا العمل ليس استدراج ناس أكتر و لكن تعليم الناس كيفية القيام بهذه الأعمال و تكرار ما تفعله عندها يستطيعون الذهاب و فعل ما تفعلة.
كانت تلك هي المرة الأولى التي سمعت فيها مفهوم تكرار الذات وأدركت مدى قوته. غيرت وجهة نظري كاملة. في ذلك الوقت كان لدي 100 المرؤوسين ، و 3 فقط يعرفون كيفية تقديم العمل.
عدلى طلب مني مشاهدة دي في دي عن وحدات البناء الثمانية للرئيس باث مان . لم أكن أعرف من هو باث مان وأنا لم أتكلم أي إنجليزية أيضا . لذلك ترجم لي عدلى الفيديو بأكمله إلى اللغة العربية. و قد غيرهذا الفيديو وجهة نظري تماما.
على الفور تحول تركيزي نحو مجال تدريب وتعليم الناس الطريق الصحيح للقيام بالأعمال التجارية، بدلا من مجرد جعلهم يشتركوا بها فقط. في الواقع لمدة 4 أشهر بعدها لم أخذ اي شيكات لأنني كنت مركزا على التدريبات. ولكن لم أكن قلقا بعد الآن. ان مفهوم تكرار الذات  فتح عيني على فكرة الدخل السلبية ورأيت ثمارالتحمل بعد فترة وجيزة.
كيف تكون فريق مكتشفي باثمان ؟
 في الفيديو " كتل البناء8 " ، يذكر باثمان أهمية وجود الأحلام. في السودان مفهوم الأحلام مختلف جدا. الأحلام هي شيء تراه في نومك، ولا يحدث أبدا في حياتك الحقيقية. لذلك كان هذا تحولا كبيرا بالنسبة لي. أحببت فكرة وجود قائمة أحلام . كان واحدا من أحلامي السفر حول العالم وماليزيا على رأس قائمتي.
لذلك، عندما أعلن عن أحداث VCON في عام 2003 في كوتا كينابالو في ماليزيا، شجعني أسامة وعدلى علي الذهاب. كنت متحمسا كما كان أيضا حلمي للسفر عن طريق طيران الإمارات. كنت قد سمعت أن لديهم طائرات كبيرة وأيضا جهاز تلفزيون في كل مقعد.
VCON غير حياتي.  لم أكن شهدت أبدا شيء مثل ذلك من قبل. أدركت أن هذا هو ما كنت بحاجة إلى القيام به في حياتي. وفي اليوم الختامي، قال داتو سري فيجاي - علينا أن نعيش حياة تحدث فارقا. علينا أن نلمس قلوب أكثر، نلمس أرواح أكثر  لتشجيعهم على الحصول على الحرية، والحرية المالية ".
لن أنسى أبدا تلك الكلمات لأنها أثرت بي بشدة.


هناك تعليق واحد: